مع التطور المتزايد لتقنيات المعلومات والاتصالات، خاصة الإنترنت، يمثل استخدام التكنولوجيا الرقمية في البيئة المدرسية تحديًا كبيرًا يتعلق بتأمين الاستخدام لجميع المتدخلين في نظام التدريس والتعليم، وهو ما يؤكده استخدام التعلم عن بعد أثناء انتشار وباء كوفيد 19. وبالتالي، من الضروري تزويد خصوصا التلاميذ، بأفضل الأساليب والممارسات الجيدة لمواجهة الجرائم المختلفة على الإنترنت مثل المضايقات الإلكترونية والمعلومات الكاذبة والجوانب المختلفة للعنف السيبراني، ولكن أيضًا لتعزيز استخدام الإنترنت كوسيلة لدعم الطلاب والمعلمين للاستفادة من مزاياها المتعددة كأداة لا غنى عنها للتواصل والتعلم ومشاركة المعرفة.

ومع ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات الأكاديمية أن حلقات التحرش اليسيبراني تجد أولاً أصولها في البيئة المدرسية وتقترح أنه يجب على المدارس توجيه معظم جهودها لمكافحة التحرش بأشكاله الأكثر كلاسيكية كأولوية من أجل التعامل مع التحرش اليسيبراني.

وإدراكًا لخطورة الموقف، وبهدف ضمان بيئة تعليمية صحية وآمنة، تنظم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار - CMRPI، وبدعم من مجلس أوروبا في إطار برنامج الجنوب الخامس، من 3 إلى 4 نوفمبر 2022 تدريب ثان لمدة يومين في مراكش حول التعامل مع حالات التحرش والتحرش السيبراني في البيئة المدرسية للفائدة المعلمين. سيتم تمديد هذا المشروع التجريبي الذي تم إطلاقه كجزء من باليوم العالمي لإنترنت أكثر أمنا 2021 ليشمل جميع مؤسسات التعليم والتدريب الجهوية الـ 12 اعتبارًا من سنة 2022.

قام بتيسير ورشة العمل خبراء في الجرائم السيبرانية والمحامون والمتخصصون في مجال الطفولة، وجمعت 25 مدرسًا من منطقة مراكش لتمكينهم من اكتساب المعرفة التي تهدف إلى وضع سياسة للوقاية والكشف عن حالات التنمر في المدارس والتحرش السيبراني ومعالجتها لمساعدة التلميذ المستهدف وكذلك لإطلاع وإعلام العائلات على القوانين والإجراءات في الغرض.

برنامج الجنوب الرابع هو برنامج مشترك بين مجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي، يموله الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا ويقوم بتنفيذه مجلس أوروبا.